العدد ٢١٣, كانون اول ٢٠٠٧

شؤون دولية

آنا كريستينا بردو: "نضالي النقابي بدأ من البيت"

استير ارليخ

لتقينا آنا كريستنا بردو من كولومبيا بامريكا اللاتينية، خلال مؤتمر دولي انعقد في برشلونة في ٣٠/١١، بدعوة من "اللجان العمالية" (CCOO)، اكبر اتحاد عام للنقابات في اسبانيا، لمناقشة موضوع التعاون بين الشمال والجنوب. جمعية معًا كانت بين المدعوين للمؤتمر، وانتدبت عنها كلا من روني بن افرات واستير ارليخ. ومثلت آنا نقابة "مركز اتحاد العمال" (CUT) في كولومبيا، وهي معلمة في مدرسة ابتدائية، وترأس قسم التوعية للنشاط النقابي في منطقتها.

آنا كريستينا بدرو من اجل "توعية النساء لاهمية العمل النقابي". تصوير: الصبّار

هل واجهت صعوبة في خوض النشاط الجماهيري لكونك امرأة؟

آنا كريستينا بردو: ولدت لام معلمة واب موظف في سلطة الجمارك، وكنت اخت وحيدة لثماني اخوة. وكان علي دائما وابدا ان اناضل ضد القمع الشخصي الذي تعرضت له. اهلي واخوتي لم يسمحوا لي بالخروج وحدي للحفلات او للسينما، وكان على احدهم دائما ان يرافقني. مع ان امي كانت صاحبة القرار في كل شيء، الا انها تربت على القيم الرجولية، واعتقدت ان دوري كإبنة هو خدمة اخوتي الذكور. نضالي الاول كان في البيت، عندما حاولت ان اقنع والدتي ان هذا لا يمكن ان يكون دوري.
في احيان كثيرة تكون النساء في مجتمعنا المعيلات الوحيدات للعائلة، الامر الذي يعرضهن لضغوط كبيرة وللخوف من خسارة مكان العمل. النتيجة ان الكثير من الناس، وخاصة النساء، يتجنبون تولي مسؤوليات في النقابات خوفا على مكان العمل.

تقولين انه من الصعب على النساء تنظيم انفسهن نقابيا، كيف نجحت انت في ذلك؟

بردو: الدروس الثورية الاولى تلقيتها في كنيسة، من رهبان شكلوا "مجموعة غولكوندا". كانت هذه مجموعة من الرهبان اليساريين الثوريين الذين عملوا داخل الكنيسة، تمردوا على المؤسسة الكاثوليكية وتعاونوا مع مجموعات يسارية شعبية. علمني هؤلاء ان اطالب بحقوقي، وان اناضل من اجل التعليم ومن اجل ظروف معيشية جيدة. فيما بعد تزوجت برجل دعم تطوري كامرأة مستقلة، وقال لي دائما انه لا يعتبرني أمّا لاولاده فحسب، بل يرى بي شريكة له في النضال. حتى بعدما افترقنا بقينا رفيقين في النضال.

حدثينا عن عملك في النقابة.

بردو: اعمل في النقابة بوظيفة كاملة وذلك منذ خمس سنوات عندما انتخبت من قبل المعلمين لأمثلهم في النقابة. الموضوع الرئيسي الذي يهمني هو التوعية لاهمية العمل النقابي بين النساء. النجاح في عملنا سيُقاس بعدد النساء الملتزمات بالنشاط داخل النقابة. الدورة التي نقترحها على النساء تستمر لمدة سنة، على اساس لقاءين في الشهر. هذا بالاضافة الى دورة في التمكين النسوي لمدة يومين كل شهرين. كما ننظم منتدى في آذار من كل عام، لاحياء يوم المرأة العالمي، وندعو للتحدث فيه نساء معروفات بفضل نشاطهن. في آذار ٢٠٠٨ نسعى الى دعوة نساء من انحاء مختلفة من العالم.

هل هناك علاقة بين النقابات وبين الاحزاب السياسية؟

بردو: تنشط في كولومبيا ثلاث اتحادات نقابية، ولكن اتحاد النقابات الذي انشط فيه CUT، هو الوحيد المتماثل مع اليسار السياسي. في المنطقة التي امثلها هناك ١٥.٧٠٠ عامل منظم. وخلافا لدول عديدة في امريكا اللاتينية، تحكم كولومبيا حكومة يمينية، ويتعرض النشطاء النقابيون للقمع سواء بالاعتقالات، التعذيب، "الاختفاء" وحتى القتل. انا شخصيا عضو في الحزب الشيوعي، زوجي السابق تعرض للسجن، اما انا فاضطررت لمغادرة البلدة التي ولدت فيها لان حياتي كانت في خطر.
النظام يشن حربا دموية ضد العناصر المسلحة (الغريللا)، ويدعي ان النقابات تساهم في اعمال العنف. هذا ليس صحيحا، كما انه ليس هناك دعم شعبي واسع للغريللا، بسبب الاخطاء الفادحة التي ارتكبتها في الماضي، مثل "قضية بوخايا" التي انتهت بمقتل مئة مواطن اعزل في هجوم قامت به على كنيسة. كما انخفضت شعبيتها بسبب الادعاءات انها ممولة من تجارة المخدرات. اعتقد انه طالما ليست هناك مساواة، والفجوات الاجتماعية في اتساع والقمع الاجتماعي في ازدياد، فنشاط الغريللا سيستمر.

ما رأيك في التغييرات السياسية والديمقراطية التي تشهدها دول امريكا اللاتينية اليوم؟

بردو: انا متفائلة بالنسبة للتغييرات في امريكا اللاتينية. ليس جميع القادة مثاليين بطبيعة الحال، ولكنهم يسمحون بتقدم بلادهم في الاتجاه الصحيح. لا يمكن التوقع من قائد مثل ايفو موراليس، زعيم بوليفيا، ان يحل مشاكل عمرها مئات السنين، وكذلك الامر بالنسبة لتشافيز في فنزويلا ولولا في البرازيل. لدينا في كولومبيا نظام حكم يميني، ولكن بعد ثلاث سنوات ستجرى انتخابات وستكون لنا ايضا فرصة احداث التغيير، هذا اذا لم يقتلوا مرشحنا اليساري.
كل قوى اليسار ألفت جبهة "البديل الديمقراطي"، وقد فاز اعضاؤها في الانتخابات لرئاسة بلدية بوغوتا. وهناك ايضا السياسية فياداد كوردوفا، الملتزمة بعملية التغيير. صحيح انها عضو في الحزب الليبرالي، ولكن من تجربتي استطيع القول ان النساء عندما يكنّ مستعدات للتغيير الديمقراطي، فانهن يمضين في ذلك للنهاية.

اضف تعليقًا

ادخل تعقيبك هنا.
طاقم تحرير المجلة سيقوم بقراءة تعقيبك ونشره في اسرع وقت.

الاسم

البريد الالكتروني

العنوان

موضوع التعقيب

تعليقك على الموضوع

Home نسخة للطباعة