كلمات للبحث
معرض لزهدي قادري في بيت الكرمة، حيفا. 17/10/09 حتّى 11/11/09
حوار اخرس
معرض فردي للفنان زهدي قادري من مواليد نحف، يمزج بين الذاتي والسياسي، ويتيح تمعّنًا نقديًا في الواقع الإسرائيلي وكذلك في المجتمع العربي: "هناك حاجة لثورة اجتماعية لإقناع جماهيرنا بأنّ الفنّ كالغذاء والهواء الذي نتنفّسه، لا غنى لنا عنه".
الفنّان زهدي قادري يشقّ لوحة القماش الزيتية من جانبيها، من الداخل ومن الخارج في آن واحد. من جهة، يحاول فتح نافذة خارج الطوق الاجتماعي والقومي ليحرّر أنفاسه؛ ومن جهة أخرى، يركّز نظرته إلى الداخل للتمعّن الذاتي. بذلك ينجح قادري في المزج في أعماله بين الذاتي والسياسي، ويتيح تمعّنًا نقديًا في الواقع الإسرائيلي وكذلك في المجتمع العربي.
هذا المعرض هو المعرض الفردي الثاني الذي يعرضه زهدي قادري، من مواليد نحف (1972). عاد قادري إلى البلاد سنة 2005 بعد عشر سنوات قضاها في بطرسبورغ في روسيا، وهناك تعلّم الفنّ وحاز على اللقب الثاني من جامعة موحينا في فن الجداريّات. عندما عاد إلى قريته شعر بالغربة وتنكّر الآخرين لفنّه في بيئة لم تُبدِ اهتمامًا بعمله. الصعوبات التي صادفها تُرجِمت إلى أعمال فنّية تُعرَض في المعرض الحالي في سلسلتين.
في السلسلة "عملية قيصرية"، التي تشكّل قمّة المعرض، لا يكتفي الفنّان بالألوان والخطوط، وإنّما يستحضر تجربة العنف إلى حلبة الرسم من خلال تمزيق القماش بالسكّين، تعبيرًا عن الإحساس بالألم الذي يلازم أعماله. قطعة القماش الزيتية تستبدل للحظة جسد الفنّان المجروح، حيث تجذب الخروق المُشاهد إلى النظر نحو الداخل والخروج خارجًا في آن واحد. يرمز التمزيق إلى الخرس والعنف في نفس الوقت. ينبع ألم الفنّان من المواجهة مع المجتمع الذي يرفضه، ومن كون الفنّان عربيًا في دولة يهودية تَعتبِر الآخر غريبًا.
"بدأتُ العمل على هذه السلسلة في أعقاب العملية القيصرية التي مرّت بها زوجتي"، يحدّثنا قادري. "قادتني نقطة الانطلاق هذه إلى موضوع الجرح الداخلي. لاحظتُ أنّه عندما نجرح لوحة القماش الزيتية مرّات عديدة، يتحوّل العنف إلى روتين مخطَّط، وعندئذ يتوقّف عن كونه عنفًا. من خلال العمل على السلسلة، وصلتُ إلى تناول العنف الموجَّه إلى الفنّانين في مجتمعنا، والذي أشبّهه بالاغتصاب اليومي الذي يمرّ به الفنّانون مضطرين. المجتمع العربي لا يعترف بالفنّ والفنّانين، ويراهم دخلاء على عالَمه ويقصد عزلهم. هناك حاجة لثورة اجتماعية لإقناع جماهيرنا بأنّ الفنّ كالغذاء والهواء الذي نتنفّسه، لا غنى لنا عنه. ينبغي إكسابه منذ الصغر لأطفالنا، ليكبر جيل لا يستخفّ بالفنّ ويطمح إلى التقرّب منه."
يدمج قادري في أعماله تصوّرات هندسية مجرّدة، متأثّرًا بمذهب الرسم الهندسي، من بداية القرن العشرين. ويربط قادري أسلوب أعماله بالرحلة الداخلية التي خاضها في بطرسبورغ، وباللقاء المتجدّد مع المجتمع العربي وإسرائيل. يقول قادري: "مرّت عليّ فترة عصيبة من الصراعات والتناقضات، كان من شأن ذلك أن يحبطني، لكنّني قرّرت الاستمرار وإيجاد طريقي".
منذ عودته إلى البلاد، شارك قادري في معارض جماعية في المتحف الإسلامي في القدس، وفي بيت الكرمة في حيفا، اضافة الى صالة العرض البلدية في طمرة، ومعرض "خبز وورود" الذي تنظمه نقابة معًا في تل أبيب. كذلك أقام معرضًا فرديًا هو الأوّل من نوعه، في صالة عرض طوڤا أوسمان في تل أبيب في شهر أيلول 2009.
اضف تعليقًا
ادخل تعقيبك هنا.
طاقم تحرير المجلة سيقوم بقراءة تعقيبك ونشره في اسرع وقت.