تاريخ النشر ٢٠/١١/٢٠٠٨

حزب دعم

حزب دعم يخرج من الانتخابات المحلية بعزيمة اقوى على خوض الانتخابات للكنيست

خاض حزب "دعم" العمالي معركته الانتخابية للسلطات المحلية في تل ابيب يافا، وذلك للمرة الاولى. كانت تلك حملة مشرّفة، قدم فيها الحزب للجمهور أجندة سياسية اجتماعية جديرة، اعتمدت على اساسين الاول المساواة بين العرب واليهود كقيمة عليا للمجتمع، والثاني ردم الفجوات الاجتماعية ومحاربة الفقر والبطالة التي يعاني منها عرب ويهود على حد سواء بسبب السياسة الاقتصادية الرأسمالية العنيفة التي تتبعها بلدية تل ابيب.

جاء القرار على اساس نشاط واسع للحزب في تل ابيب يافا، وخاصة في اوساط الفنانين والشعراء وصناع الرأي العام، بهدف تأطير اليسار الاسرائيلي حول فكرة الحزب العمالي.

في هذه المرحلة حظي طرح الحزب بتأييد 520-580 ناخبا عربيا ويهوديا، وبذلك لم يتمكن حزب دعم من الحصول على عضوية في المجلس البلدي. وكان واضحا من نتائج الانتخابات ان سلم الاولويات في تل ابيب بالذات، كان مختلفا بشكل اساسي عما قدمه حزب دعم، وعلى ذلك تدل تركيبة المجلس البلدي الجديد. فقد حظيت قائمة "مدينتنا جميعا" بخمسة مقاعد وبرنامجها تطوير المواصلات العامة ومسارات للدراجات الهوائية والبيئة، وفازت قائمة "الشباب" بثلاثة مقاعد وبرنامجها فتح "البارات" واماكن اللهو لساعات متأخرة من الليل. حتى قائمة محبّي الحيوانات حصدت مقعدا واحدا لتمثيل 400 الف قطة وكلب يعيشون في تل ابيب، على حد تصريح رئيس القائمة.

هذه "الاولويات" كانت اهم من مسألة التضامن مع اهالي يافا العرب وحقوقهم بالمساواة في مجال السكن والعمل والتعليم. كما انها في الوقت الحالي اهم من مسألة حقوق العمال والموظفين، عربا كانوا ام يهودا. هذه القضايا تعتبر اليوم عصيّة على الحل، والابتعاد عنها يعكس الفجوة القائمة اليوم بين الشعبين ويزيدها عمقا، ويعكس ايضا انعدام الوعي حاليا لاهمية النضال من اجل الحفاظ على حقوق ومكاسب العمال والموظفين، مما يدل على الفجوة بين الطبقات الوسطى والعليا وبين الطبقة العاملة والعمال عديمي الحقوق.

نحن في حزب دعم قدمنا قائمة عربية يهودية مشتركة، واصرّينا على ان نطرح القضايا الصعبة والا نتهرب منها. ولابراز مدى جدية طرحنا، رشح الحزب امرأة عربية، هي اسماء اغبارية زحالقة، لمنصب رئاسة بلدية تل ابيب، اهم مدينة في اسرائيل وعاصمة السياسة والثقافة والاقتصاد الحقيقية، وذلك تعبيرا عن جرؤة الحزب وايمانه وثقته بطرحه.

من هنا، فتصويت 500 شخص مع برنامج حزب دعم كان وقوفا ضد تيار جارف سعى لتجاهل العرب وقضايا العمال. كل من صوّت لحزب دعم فعل ذلك عن قناعة وتفهم كبير لاهمية طرح الحزب، وعن تقدير عميق لجرأته في مواجهة التيار.

بالنسبة لنا، كل صوت هو جزء من عملية بناء طويلة الامد لبديل سياسي اجتماعي، يجاهر بمواقفه الساعية الى إحداث تغيير اجتماعي سياسي جذري، ضد الطبيعة العنصرية من جهة وضد الرأسمالية العنيفة من جهة اخرى.

حملة حزب "دعم" كانت تجربة سياسية مهمة جدا للحزب وكوادره، وكذلك فرصة ثمينة لتعريف الجمهور الواسع بوجوده وطروحاته. الكثير ممن التقينا بهم اكدوا ان هذه المرة الاولى التي سمعوا بها بوجود الحزب، واشاروا الى اهمية اجندته ولم يترددوا في تأييده.

الانتخابات كانت فرصة لتوطيد العلاقات مع الاهالي العرب في مدينة يافا. وكان لافتا تأييد اهالي حي "كرم الدلق" مثلا لقائمة "دعم" تقديرا لجهود الحزب في النضال معهم من اجل صمودهم وبقائهم في الحي منذ 11 عاما وحتى اليوم. كما لاقى الحزب تعاطفا وتقديرا كبيرا من الاهالي العرب ومن شرائح جديدة ومؤثرة في الوسط اليهودي، حتى وإن لم تتم ترجمة الامر بعد الى اصوات في صناديق الاقتراع، يبقى التقدير كنزا مهما يعتز به "دعم"، وسيعمل على تطويره واستثماره مستقبلا في حملاته الانتخابية القادمة، وعلى رأسها الانتخابات للكنيست في شباط القريب.

اضف تعليقًا

ادخل تعقيبك هنا.
طاقم تحرير المجلة سيقوم بقراءة تعقيبك ونشره في اسرع وقت.

الاسم

البريد الالكتروني

العنوان

موضوع التعقيب

تعليقك على الموضوع

Home نسخة للطباعة