كلمات للبحث
بعد عمليات الجرار
من يهتم بمصير عمال القدس؟
يعيش العمال الفلسطينيون في القدس حالة من القلق نتيجة تصعيد الصراع الدموي، خاصة بعد عمليتي الجرار اللتين نفذهما عاملا بناء من القدس الشرقية. واذ يسلط الاعلام الاسرائيلي الضوء على الضحايا من المدنيين الاسرائيليين الابرياء، الا ان الحقيقة ان المواطنين المقدسيين يتعرضون يوميا للقمع، هدم البيوت، اغلاق فرص العمل وغياب الحد الادنى من الخدمات. هذا الواقع هو نتيجة مباشرة لسياسة تهويد القدس، لذا تتحمل اسرائيل المسؤولية عن سقوط الضحايا من يهود وعرب.
آخر ضحايا السياسة الاسرائيلية العدوانية كان الطفل أحمد موسى الذي قتله الاحتلال بنعلين، وكذلك المواطن اشرف ابو رحمة الذي تعرض لاطلاق نار من الجيش وهو مكتوف اليدين.
الطبيعة القمعية للاحتلال ليست امرا جديدا، ولكن لا يجوز ان تجرّنا الى تصرفات همجية يائسة. فما اقدم عليه العاملان بعمليتي الجرار من قتل وجرح عشوائي للمدنيين، سدد ضربة للعمال الفلسطينيين ايضا. فقد كانت النتيجة المزيد من التهديدات بهدم البيوت ومضايقات اخرى على سكان جبل مكبر وصور باهر. والاخطر هو العقاب الجماعي وتضييق فرص الرزق امام عشرات آلاف العمال.
المفاوضات مع اسرائيل منذ اتفاق اوسلو لم تثمر عن نتيجة ملموسة للشعب والعمال، هذا صحيح. ولكن البديل الذي تطرحه القوى المعارضة للاتفاقات لا توفر اساسا للحل بل عقّدت الامور.
الحل الذي يمكن للعمال صنعه بايديهم لا ينبغي ان يأتي على اساس الانتقام من المدنيين اليهود، ولا بتحويل الصراع الى صراع ديني. ما شهدناه في مصر من نضالات عمالية ديمقراطية هو اشارة لما قد يكون خطا نضاليا يحمي الطبقة العاملة من اوهام السلام المزيف ومن الانزلاق لليأس والتطرف الذي يقود للهاوية.
اضف تعليقًا
ادخل تعقيبك هنا.
طاقم تحرير المجلة سيقوم بقراءة تعقيبك ونشره في اسرع وقت.