كلمات للبحث
معرض لياسين زيداني في جاليري طمرة
بقايا وطن من الدامون لطمرة
اختتم مؤخرا في صالة العرض البلدية للفنون في مدينة طمرة المعرض الفردي الاول للفنان التشكيلي ياسين زيداني بعنوان "بقايا وطن". زيداني عضو فعّال في صالة العرض البلدية في طمرة منذ تأسيسها قبل ثلاث سنوات، وشارك في السابق في العديد من المعارض الجماعية.
"بقايا وطن" اشتمل على 40 عملا تم ابداعها بمواد مختلفة، غالبيتها لوحات زيتية ومنحوتات حديدية، جميعها يتمحور حول قضية اللاجئين والقرى المهجورة. منظم المعرض احمد كنعان قال للصبار ان: "عنوان المعرض "بقايا وطن" كان اسما لا بد منه، اذ ان غالبية اعمال زيداني مرتبطة باللاجئين وبرموز قضيتهم، كالجدار الفاصل، الحواجز، الشبابيك، الابواب، المحراث، العصافير، جبال طمرة، اشجار الزيتون، كل هذه هي رموز اجتماعية سياسية".
زيداني لا يزال في بداية مشواره الفني، ولكن اعماله قوية وغنية بالوان ومعانٍ رمزية تطبع اثرها على المشاهد، وهو يسعى من خلالها الى تعزيز الانتماء الفلسطيني. ولا يكتفي زيداني بالحنين الى الماضي، بل يُدخل في اعماله الصراعات الداخلية التي تتوارثها الاجيال، ويقترح تأمل الواقع بنظرة ثاقبة ومستقلة.
زيداني هو من مواليد طمرة عام 1954، وما زال يعمل في مهنة الحدادة حتى هذه الأيام. بعد تشريد القوات الاسرائيلية لعائلته من قريتها الدامون في عام النكبة، عاش طفولة قاسية جدا لا تزال تلقي بظلالها الثقيلة على حياته حتى اليوم. حدثنا عن تجربته الاولى مع الفن، فقال: "غالبا ما كنت اقضي وقتي مع الفنانين، وكثيرا ما كنت "اخربش" على الاوراق. حتى سافرت الى حدود لبنان عام 1999 لزيارة بعض الاقارب. في ذلك اليوم قررت ان ارسم. شعرت ان علي ان أُخرج المشاعر التي جاشت بداخلي وانا ارى ابناء العائلة الواحدة يفصل بينهم جدار، ينادون بعضهم البعض بصوت عالٍ. عندما عدت اشتريت قماشا خاصا للرسم وبدأت العمل".
"أخبرتني امي كيف خسرت عائلتي كل املاكها عند تهجيرها من الدامون. فقد عشنا بعد التهجير في قرية طمرة في غرفة واحدة، بينما امتلك جيراننا بيوتا كبيرة. كطفل صغير لم افهم لماذا يملك جيراننا اراضي يزرعونها ويأكلون من خيراتها، ونحن لا نملك شيئًا؟! في الصيف كان والدي ينتج الجبنة ويبيعها، وفي الشتاء لا يجد عملا. منظر البيوت القديمة المغلقة في حيفا، عكا والناصرة ما زال يثير مشاعري وتساؤلاتي عن بنّائيها، ساكنيها؟! اين هم اليوم وما حل بهم؟! ارى ابواب وشبابيك مغلقة وهذا يعيدني الى ذكريات الطفولة". فكرة الشبابيك والابواب تتكرر في اعمال زيداني، اللوحات تحمل مشاعر الدمار والضياع، وكلها مستوحاة من خياله وذكرياته.
لم يدرس الفن ليكون فنانا، بل اكتسبه بذاته، من خلال استشارة زملائه الفنانين، وخاصة الفنان خليل ريّان. واثرى حسه الفني من خلال الزيارات للمعارض الفنية في ام الفحم، حيفا، عكا، الناصرة وكفر ياسيف وغيرها.
زيداني يعيش كلاجئ في وطنه، وهو ما يجعله يستشعر معاناة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. الصراعات والتناقضات لها مكان مركزي في رموزه الفنية. يبدو هذا مثلا في لوحة المرأة والمحراث الذي يشق السماء والبنايات. يقول زيداني: "المرأة بالنسبة لي تمثل نظرة اللاجئين الفلسطينيين في الخارج للاجئي ال48 في الداخل. النظرة هي نظرة نقد وحقد. حياة اللاجئين في لبنان صعبة للغاية، فهم عاطلون عن العمل ومضطهدون في كل مرافق الحياة. واكثر ما يزعجهم هو رؤيتهم للحياة التي نعيشها نحن. هذه اقوال سمعتها من الاهل في لبنان".
ويضيف: "المحراث والمباني هي رموز للصراع بين الحديث والقديم. انه صراع داخلي تتناقله الاجيال. انا لا افهم الذين يدعون ان الحياة قبل 60 عاما كانت اجمل، بالرغم من العمل الشاق والجوع. فانا لست على استعداد ان اعود بالزمن 50 عاما الى الوراء".
لقد سمح الفنان لنفسه في بعض لوحات الطبيعة، ان يعيد تصميم الواقع والطبيعة. فقام بزراعة الاشجار في شرفات البيوت والاحياء لكي يشير الى اخلاء وتهجير اللاجئين من اراضيهم. ولوّن الاشجار بالوان زاهية رائعة، بنفسجية ووردية، كأنه يقول ان هذا يمكن ان يحدث فقط في الفنتازية. انه يرسم ما افتقده في طفولته ولا يزال يحن اليه حتى اليوم. هذه المشاعر المؤقته تقوى في ظل وجود الوان داكنة.
صورة المرأة التي تظهر بجانب مزهرية في احدى اللوحات تمنح المرأة مكانة ومميزة. يقول زيداني: "فضّلت ان تكون ملامح الوجه غير واضحة، لكنني تعمدت استنطاق شعور الفرح في اللوحة. باعتبار المرأة هي كل المجتمع، وليست كما يدعون انها نصفه. من جهتي المرأة يجب ان تكون في المركز".
اللوحة التي زينت الدعوة للمعرض عبارة عن حاجز على هيئة بيضة كبيرة يدخل الناس ويخرجون من خلالها. سألت زيداني كم من الوقت ستصمد البيضة؟! فأجاب: "سينهار الحاجز يوما ما وسنعيش جميعنا معًا. لا حل آخر".
احدى اللوحات البارزة في المعرض تتحدث عن عصا النبي موسى، التي تثير الحلم بأن تعود عصا النبي موسى من جديد لتهدم جدار الفصل العنصري، يقول الفنان: "لو عاد النبي موسى من جديد ورأى جدار الفصل العنصري الذي قسم الأرض والمسكن والانسان، هل سيرضى بذلك؟ أم سيشق الجدار بعصاه ويخلص الشعب الفلسطيني، كما شق البحر لينجو وقومه؟".
حضر حفل الافتتاح جمهور من الفنانين وبعض اهالي طمرة الذين تعتبر هذه زيارتهم الاولى لصالة العرض. المعرض يعتبر ثمرة مشوار بدأ قبل ثلاث سنوات، مع افتتاح صالة العرض البلدية للفنون في طمرة برعاية الفنان احمد كنعان، كمحاولة لتعريف الجمهور بالفنانين وادخال الفن ونشاطات الصالة كجزء من الحياة اليومية لسكان البلدة. اليوم يفخر كنعان بتبلور جمهور داعم للفن في البلدة، لدرجة ان سكان طمرة بدأوا يشترون اللوحات من الفنانين كدعم اقتصادي لهم.
الشاعر ابراهيم مالك من كفر ياسيف، كان بين الحضور ليل الافتتاح، واشار انه يعرف زيداني معرفة شخصية منذ سنوات ويعلم انه كان يتخوف كثيرا من تنظيم معرض فردي خاص به، وها هي التجربة تخرج الى حيز التنفيذ، واضاف: "فن زيداني موجود في تطور ذاتي دائم ومتواصل، وما يميز اسلوبه هو الدمج المتجانس بين اللون والصورة والفكرة. انه متمكّن من لغة الاشكال والالوان ويُحسن تمرير المضمون بكل القوة. ومما لا شك فيه ان المعرض يُعَد قفزة نوعية في عمله الفني".
اضف تعليقًا
ادخل تعقيبك هنا.
طاقم تحرير المجلة سيقوم بقراءة تعقيبك ونشره في اسرع وقت.
السابق
"شكر وخدمة"
محمود سعيد محمد سعيد الزيداني الداموني
غزة الحبيبة
نشر بتاريخ ١٢.١٠.٢٠٠٨, ١٠:١٢
أطير فرحاً عندما أسمع عن اسم أحد عائلتي الزيادنة من الدامون، وأنا بفرح بقراءة اسم الأخ ياسين الزيداني من مواليد طمرة، وقد زرتها في عام 1986 عند أقربائي بيت أبورائف هندي وزرت شعب وشفاعمرو، وأود منكم إرسال البريد الالكتروني للفنان ياسين زيداني ولكم الشكر
محمود سعيد محمد سعيد الزيداني الداموني
"صحيح انو رسم وزي ما بقول انو للحنين للوطن وما بعرف شو بس انو المضمون ما وصلي ابدا ما في تنصيق ولا رسم واضح كلو رسم غير مفهوم وغير متناسق بس انا بشجعو ومش مشكله ادا اسا مزبط راح يزبط لقدام"
فنانه تعرف الفن الاصيل
shf3amer
نشر بتاريخ ٠٩.٠٦.٢٠٠٨, ١٧:٤٧
هاد كل شي بدي قولو
صحيح انو رسم وزي ما بقول انو للحنين للوطن وما بعرف شو بس انو المضمون ما وصلي ابدا ما في تنصيق ولا رسم واضح كلو رسم غير مفهوم وغير متناسق بس انا بشجعو ومش مشكله ادا اسا مزبط راح يزبط لقدام